ما هو التحسس الجلدي؟

التحسس الجلدي (Skin Allergy) هو حالة من الحساسيّة التي تظهَر على الجِلد نتيجةً لإبداء الجِهاز المناعيّ رد فعل غير طبيعي عند تعرّض الجِسم لمادّة مُعيّنة، وإنّ مُعظم الأشخاص الذين يعانون من التحسس الجلدي يعانون من حساسية مفرطة في الجهاز المناعي الخاص بهم، وقد يُسبب التحسس الجلدي ظهور مجموعة من الأعراض، كالطفح الجلد، والحكة، والاحمرار، والنتوءات، والانتفاخ.[١][٢]

أنواع التحسس الجلدي

ينقسم التحسس الجلدي إلى أنوع متعددة، ويُذكر منها ما يأتي:


الإكزيما

تُعرف الإكزيما (Eczema) أيضًا بالتهاب الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis)، وتُصيب الأطفال بنسبة تتراوح ما بين 10% - 20 %، وتُصيب البالغين بنسبة تتراوح ما بين 1 - 3%، وعادةً ما يكون للشخص المصاب بالإكزيما تاريخ عائلي للإصابة بنوع معين من الحساسية، ويُذكر من أكثر أعراض الإكزيما شيوعًا ما يأتي:[٣]

  • جفاف الجلد وتقشّره.
  • الاحمرار.
  • تهيج الجلد.
  • الحكة.


الشرية

تتميز الشرية (Hives) أو ما تُسمى بالأرتكاريا (Urticaria) بظهور نتوءات أو كدمات باللون الأحمر على الجسم، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين:[٣]

  • الشرية الحادة: والتي تستمر لمدّة لا تزيد عن 6 أسابيع، وتحدث نتيجة للتعرض لأحد مسببات الحساسية أو الإصابة بنوع من العدوى.
  • الشرية المزمنة: والتي تستمر لمدّة تزيد عن 6 أسابيع، وعادةً ما يكون السبب الكامن وراء حدوثها غير معروف.


التهاب الجلد التماسي

وهو نوع من التحسس الجلدي الذي يحدث نتيجة للتلامس الجسدي مع شيء يُسبب التهيج أو ورد فعل تحسسي، ويُمكن تمييز التهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis) من خلال ظهور طفح جلدي مع مجموعة من البثور الممتلئة بالسوائل، بالإضافة إلى الحكة الشديدة، ويُقسم إلى نوعين رئيسين:[٤]

  • التهاب الجلد التماسي التحسسي: والذي يحدث نتيجة لتفاعل الجلد مع المواد التي تُلامسه.
  • التهاب الجلد التماسي التهيجي: وهو النوع الأكثر شيوعًا، والذي يحدث نتيجة لتفاعل الجلد مع مواد كيماوية، كالعطور أو المنظفات.


الوذمة الوعائية

وهو رد فعل جلدي يُشبه الشرية في شكله إلّا أنه يتميز بظهور تورم في الجلد والأغشية المخاطية لفترة زمنية قصيرة، وغالبًا ما تؤثر الوذمة الوعائية (Angioedema) في منطقة حول العينين والشفتين، إلّا أنه من الممكن أن يُصيب جميع أنحاء الجسم.[٥]


أسباب التحسس الجلدي

قد يحدث التحسس الجلدي نتيجة للعديد من الأسباب، بما في ذلك الحساسية، أو الإصابة بأمراض معينة، أو بسبب حدوث التّعرض للمواد الكيميائية، أو نتيجة لتناول أدوية معينة، أو بسبب الإصابة بالعدوى البكتيرية، أو الفطرية، أو الفيروسية، أو الطفيلة،[٦] إذ يوجد أكثر من 3,700 مادة قد تُسبب الحساسية،[٧] ومن أكثر هذه المواد شيوعًا ما يأتي:

  • المواد العطرية، الموجودة في العطور والعديد من المستحضرات، أو أي منتجات لها رائحة.[٧]
  • مكونات العديد من المنتجات المنزلية، فيُمكن للجلد أن يتفاعل مع المواد الحافظة أو بعض مُكوّنات هذه المنتجات، كمواد التنظيف، أو واقيات الشمس، أو مستحضرات التجميل، أو صبغات الشعر، أو مضادات التعرق.[٨]
  • معدن النيكل، والذي يتواجد في المجوهرات، أو الأحزمة، أو السحابات، أو في حمالات الصدر.[٧]
  • الكريمات التي تحتوي في تركيبتها على المضادات الحيوية، كالباسيتراسين (Bacitracin)، أو النيوميسين (Neomycin).[٨]
  • التعرض لبعض النباتات، كاللبلاب السام (Poison ivy)، أو البلوط (Oak)، أو السماق (Sumac)، فهذه النباتات تحتوي على زيت معين يُسبب الحساسية.[٩]
  • بعض الأطعمة.[١٠]
  • مادة اللاتكس (تتواجَد في القفازات الطّبيّة أو البلالين أو غيرها).[٧]


تشخيص التحسس الجلدي

لتشخيص التحسس الجلدي، يبدأ الطبيب بالفحص البدني وطرح مجموعة من الأسئلة حول المنتجات التي يستخدمها الشخص المصاب، كالمنظفات، أو الصوابين، أو منتجات العناية بالبشرة،[١٠] ولتأكيد تشخيص التحسس الجلدي، يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات، ومنها:[١١]

  • اختبار وخزة الجلد: (Skin Prick Test)، وهو من أكثر اختبارات التحسس الجلدي شيوعًا، والذي يُجرى عن طريق وضع قطرة من سائل يحتوي على مادة من المحتمل أن يكون الشخص يتحسس منها، ليتم وخز الجلد الموجود تحت القطرة بلطف، ففي حال وجود حساسية تجاه هذه المادة، سيظهر انتفاخ أحمر صغير وحكة خلال 15 دقيقة.
  • حمية الإقصاء: في حال وجود حساسة تجاه الطعام، ينصح الطبيب الشخص المصاب بالتحسس الجلدي بتجنّب تناول أطعمة معينة، لمعرفة عمّا إذا كانت الأعراض تتحسن بعد ذلك أم لا، ثمّ بعد عدّة أسابيع يطلب الطبيب من الشخص البدء بتناول الطعام مرّة أخرى للتأكد من ظهور الأعراض مرة أخرى أم لا.
  • تحاليل الدّم: للبحث عن نوع من الأجسام المضادة، والذي يُنتجه الجهاز المناعي نتيجة لاستجابته لمسببات الحساسية.


علاج أسباب التحسس الجلدي

يُمكن علاج التحسس الجلدي بشكل أساسي من خلال تجنّب التعرض للمواد المسببة للتهيج والحساسية قدر الإمكان، والبدء بتناول الأدوية لعلاج الأعراض في حال ظهورها،[١٠] وفيما يأتي توضيحًا للعلاجات المستخدمة للتحسس الجلدي:


إرشادات يجب مُراعاتها بالمنزل

فيما يأتي توضيحًا لبعض الإرشادات التي يُنصح باتّباعها لعلاج التحسس الجلدي:[١٢]

  • تجنّب فرك الجلد.
  • وضع كيس من الثّلج أو كمّادات بارِدة على المنطقة التي يظهر عليها طفح جلدي لتهدئتها وتقليل التّهيج.[١٣]
  • الاستحمام بغسول جسم مُناسب ولطيف على البشرة.
  • تجنّب وضع أي نوع من مستحضرات التجميل أو المرطبات بشكل مباشر على الطفح الجلدي.
  • استخدام الماء الدافئ على الجلد لتنظيفه مع ضرورة تجنّب استخدام الماء الساخن، وينظف الجلد برفق دون فرك.
  • التوقف عن استخدام أي مستحضر تجميلي تم البدء باستخدامه خلال الفترة الأخيرة.
  • ترك المنطقة المصابة بالتحسس الجلدي مكشوفة للهواء قدر الإمكان.


العلاجات الدوائية

فيما يأتي بعض الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية والتي تُستخدم للتخفيف من الأعراض المرافقة للتحسس الجلدي كالحكة:

  • المراهم التي تحتوي في تركيبتها على أكسيد الزنك (Zinc Oxide)، إذ يعمل على تهدئة البشرة المتهيجة.
  • لوشن الكالامين (Calamine Lotion)، فهو مفيد في حالات التحسس الجلدي الناتجة عن ملامسة النباتات.
  • أقراص الحساسيّة الفموية.
  • الكريمات التي تحتوي في تركيبتها على الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone) بنسبة 1%، ويُستخدم عادة لحالات الحكة الشديدة، إذ يوضع على الجلد 3 مرات يوميًا، مع ضرورة الاستمرار في ذلك لحين اختفاء الحكة.



لا تُستخدم كريمات الهيدروكورتيزون للأطفال الذي تقل أعمارهن عن عامين إلّا بعد استشارة الطبيب.



العِلاجات الطّبيعيّة

يُمكن لبعض الوصفات الطّبيعيّة أن تُساهِم في التّخفيف من التّحسس الجِلدي، مثل:[١٤]

  • دقيق الشوفان: يحتوي دقيق الشوفان على مكونات مُضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وهذه الأشياء يمكن أن تساعد على تهدئة حكّة الجِلد، ويُمكن وضع دقييق الشّوفان في حوض الاستحمام، أو استخدامه بالماء الذي ستوضع به الكمّادة ثمّ تطبّق على الجِسم.
  • البابونج: عند تطبيق شاي البابونج على الجِلد فهو سيُساعِد على تهدئة التّهيّج النّاجم عن الحساسيّة، كما أشارات بعض الأبحاث إلى أنّ أنه قد يُعطي فعاليّة مُشابهة لكريم الهيدروكورتيزون للإكزيما.[١٥]
  • صودا الخُبز: يمكن أن تعالج صودا الخبز عدم توازن درجة حموضة الجلد، كما أنّها تعمل كمضاد للالتهابات لتهدئة حساسية الجلد، ويُمكن وضع كوب واحِد من صودا الخُبز في حوض الاستحمام الذي يحتوي على الماء الفاتر، أو خلطة بالماء وتطبيقها على أماكن الحكّة في الجسم.
  • جل الألوفيرا: قد يؤدي الاستخدام الموضعي لجِل الألوفيرا الصافي إلى تهدئة حكة التهاب الجلد التأتبي ومشاكل الجلد الأخرى.


مراجعة الطبيب

لا بدّ من مراجعة الطبيب أو الطوارئ في حالة ظهور الوذمة الوعائية أو الشرية، إذ أنها قد تُشير إلى وجود رد فعل تحسسي خطير، ويُذكر من أهم الأعراض التي تستدعي مراجعة الطوارئ على الفور ما يأتي:[٢]

  • إذا كانت الشرية تُغطّي جميع مناطق الجسم.
  • وجود مشكلة في القدرة على التنفس بشكل طبيعي.


كما يُنصح بمراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[٢]

  • الحاجة للسيطرة على أعراض الأكزيما.
  • ظهور طفح جلدي مع نزيف، أو قيح، أو بعض علامات العدوى.
  • عدم تحسّن الطفح الجلدي بعد 2 - 3 أسابيع من ظهوره.
  • ظهور أعراض التحسس الجلدي لأول مرة.


المراجع

  1. ↑ "What Is an Allergic Skin Condition?", aafa, 10/2015, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Skin Allergy", intermountainhealthcare, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Skin Allergy", acaai, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  4. ↑ Moira Lawler (21/12/2020), "8 Common Types of Rashes and What They Look Like", everydayhealth, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  5. ↑ Vanessa Ngan (2006), "Angioedema", dermnetnz, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  6. ↑ Tim Newman (27/11/2018), "What is causing my rash?", medicalnewstoday, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث Jennifer Larson (16/1/2020), "8 Common Skin Allergens", healthgrades, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Skin Allergy Types and Triggers", webmd, 2/6/2020, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  9. ↑ Erica Patino (9/1/2015), "Top 10 Skin Allergy Triggers", everydayhealth, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت Pat Bass (25/2/2020), "An Overview of Skin Allergies", verywellhealth, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  11. ↑ "Diagnosis -Allergies", nhs, 22/11/2018, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  12. ↑ Elika Hoss (4/11/2020), "Rash", pennmedicine, Retrieved 28/9/2021. Edited.
  13. ↑ "10 Easy Home Remedies for Rashes", healthline, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  14. ↑ "Skin Allergy Home Remedies", healthline, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  15. ↑ "What Is Chamomile?", webmd, Retrieved 20/10/2021. Edited.