ما هو التهاب المَفاصِل الروماتويدي؟

التهاب المَفاصِل الروماتويدي أو كما هو معروف بالروماتيزم (Rheumatoid Arthritis - RA) هو أحد أمراض المناعة الذاتية والالتهابية، مما يعني أن جهاز المناعة سيُهاجم الخلايا السليمة في الجسم عن طريق الخطأ، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث التهاب وتورم مؤلم في الأجزاء المصابة من الجسم، ويهاجم التهاب المَفاصِل الروماتويدي بشكلٍ رئيسي المَفاصِل، وعادةً ما يهاجم العديد من المَفاصِل في آنٍ واحد، كما يؤثر بشكلٍ شائعٍ في مَفاصِل اليدين والمعصمين والركبتين.[١]


أعراض التهاب المَفاصِل الروماتويدي

تتمثل أعراض التهاب المَفاصِل الروماتويدي في حدوث ألم وتيبس في 3 مَفاصِل على الأقل، وقد يعاني الأشخاص المصابون به من مجموعة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها من حالةٍ لأخرى، ويمكن أن تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:[٢]

  • ألم أو تورم في مَفاصِل كلا اليدين أو كلا القدمين.
  • تصلّب وتيبس في المَفاصِل لمدة تزيد عن 30 دقيقة بعد الاستيقاظ من النوم.
  • تعاني المَفاصِل نفسها على جانبي الجسم من الإصابة.
  • شعور شبيه بالإنفلونزا؛ بمعنى أن يعاني الجسم كاملًا من الألم.


يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا لالتهاب المَفاصِل الروماتويدي ما يلي:[٣]

  • ضعف الشهية أو عدم الشعور بالجوع.
  • فقدان الوزن.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • التّعرق.
  • جفاف العين نتيجة حدوث الالتهاب.
  • ألم في الصدر نتيجة حدوث الالتهاب.
  • يعاني عدد قليل من المصابين من كُتل لحمية تسمى العُقيدات الروماتيزمية (Rheumatoid Nodules)، والتي تتكون تحت الجلد حول المَفاصِل المصابة، ويمكن أن تكون مؤلمة في بعض الأحيان، ولكنها عادةً ليست كذلك.


أسباب التهاب المَفاصِل الروماتويدي

كما أُسلف الذكر، يعد التهاب المَفاصِل الروماتويدي مرضًا من أمراض المناعة الذاتية، وكما تعلم فإن جهاز المناعة يعمل على حماية الجسم من العدوى والأمراض في الوضع الطبيعي، أما عند الإصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي فإنه يبدأ بمهاجمة الأنسجة السليمة في المَفاصِل عن طريق الخطأ، كما يمكن أن يسبب مشاكل صحية أخرى في القلب، والرئتين، والأعصاب، والعينين، والجلد، ولا يزال الأطباء يجهلون العامل الأساسي الذي تسبب في حدوث هذه العملية، ولكن قد يكون هذا العامل وراثي، وعلى الرغم من أن الجينات لا تسبب بالفعل التهاب المَفاصِل الروماتويدي، إلّا أنها قد تجعل الشخص أكثر عرضة للتفاعل مع العوامل البيئية كالعدوى ببعض الفيروسات والبكتيريا، والتي قد تؤدي بدورها إلى ظهور المرض.[٤]


عوامل تزيد من فُرص الإصابة

تصاب النساء بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي أكثر من الرجال، وغالبًا ما يبدأ المرض بالظهور في منتصف العمر، كما أنه أكثر شيوعًا عند كبار السن،[٥] ومن عوامل الخطر الأخرى التي تزيد من فرصة الإصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي ما يلي:[٦]

  • التّقدّم بالعُمر، إذ يشيع المرض لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عامًا أو أكثر.
  • وجود سمات وراثية محددة.
  • النساء اللواتي لم يُنجبن أبدًا.
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
  • المدخنون، أو من كان والداه يدخنان عندما كان طفلًا.


تشخيص التهاب المَفاصِل الروماتويدي

لا يوجَد فحص واحد يمكنه تشخيص الإصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي المُبكر بنسبة 100%، ومع ذلك يمكن للطبيب عادةً تشخيص المرض بدقة بناءً على مجموعة العوامل والاختبارات،[٧] وفيما يلي توضيحًا لها:

  • الفحص البدني: يشمل ذلك التحقق من الأعراض النموذجية للمرض والمذكورة أعلاه.[٧]
  • تحاليل الدّم: الاختبار الشائع لتشخيص التهاب المَفاصِل الروماتويدي هو التحقق من وجود بروتين في الدم يسمى عامل الروماتويد (Rheumatoid Factor)، ويتواجد هذا البروتين في حوالي 2 من كل 3 أشخاص مصابين بالمرض، ويكشف اختبار تم تطويره مؤخرًا عن وجود جسم مضاد لمادة تسمى الببتيد السيتروليني الحلقي (Cyclic Citrullinated Peptide - CCP) في عينة الدم، وقد وجد أن هذا الاختبار أكثر تحديدًا من عامل الروماتويد في تشخيص التهاب المَفاصِل الروماتويدي، وقد يصبح الاختبار الأكثر شيوعًا للمساعدة على تشخيص المرض.[٧]




يطلب الطّبيب تحاليل (CRP) وتحليل (ESR) كذلك، إذ إنّ هذه التّحاليل على الرّغم من أنّها ليست تحاليل تشخيصيّة، ولكنّها ستُعطي الطّبيب فكرة أوليّة عن الحالة، إذ ترتفع نتائج كلا التّحليلين السّابقين في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي.




  • الصّور: يمكن إجراء التصوير بالأشعة السينية (X-rays Imaging) لليدين أو القدمين، والذي قد يظهر الخصائص المميزة للضرر المُبكر للمَفاصِل، كما يمكن إجراء صُور الرنين المغناطيسي (MRI)، والسّونار (Ultrasound) للمساعدة على تأكيد الإصابة بالتهاب المَفاصِل الروماتويدي وتحديد شدته.[٧][٨]


علاج التهاب المَفاصِل الروماتويدي

لا يوجد علاج تام لالتهاب المَفاصِل الروماتويدي، ومع ذلك فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكِّن العديد من الأشخاص المصابين بالمرض من الحصول على فترات سكون تتراوح بين أشهر إلى سنوات بين النوبات،[٩] وتشمل العلاجات الشائعة لالتهاب المَفاصِل الروماتويدي كلًا من الأدوية، والراحة، والتمارين الرياضية، وفي بعض الحالات الجراحة،[١٠] وفيما يلي توضيحًا لهذه العلاجات وبعض الأمثلة عليها:

  • الأدوية: تشمل الأدوية التي تُخفف آلام المَفاصِل وتيبسها ما يلي:[١٠]
  • مُسكّنات الألم (NSAIDs)، كالأسبرين (Aspirin)، والإيبوبروفين (Ibuprofen).
  • مسكنات الألم الموضعية التي تُطبَّق على الجلد.
  • أدوية الكورتيزون.
  • مسكنات الآلام المخدرة.
  • الأدوية المضادة للروماتيزم والمعدّلة لسير المرض (DMARDs)، وهي أدوية قوية تعمل عن طريق التدخل في أو قمع هجوم جهاز المناعة على المَفاصِل.
  • معدلات الاستجابة البيولوجية (Biologic Response Modifiers)؛ وهي نسخ من البروتينات الموجودة في الجينات البشرية يصنعها الإنسان، وتعد خيارًا علاجيًا إذا كان التهاب المَفاصِل الروماتويدي أكثر شدة، أو إذا لم تساعد الأدوية المضادة للروماتيزم والمعدّلة لسير المرض على إدارة المرض.
  • العلاجات الداعمة: تشمل هذه العلاجات العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، ويستخدم كلاهما للمساعدة على الحفاظ على الحركة، وإدارة أي مشاكل متعلقة بالأنشطة اليومية.[٩]
  • الجراحة: يلجأ إليها الطبيب لتصحيح أي مشاكل تطورت في المَفاصِل.[٩]


التعايش مع التهاب المَفاصِل الروماتويدي

للتعايش مع التهاب المَفاصِل الروماتويدي، والتمتع بحياة صحية إلى حدٍ ما يُنصح باتباع الإرشادات التالية:[١١]

  • التبديل بين النشاط والراحة: يساعد ذلك على تقليل الضغط على المَفاصِل وحمايتها، وتخفيف الأعراض المصاحبة للمرض.
  • استخدام الأجهزة المساعدة: يمكن أن تساعد العكازات والمشايات على منع الضغط عن بعض المَفاصِل وتحسين التوازن.
  • استخدام المعدّات التكيُّفيّة: تشمل هذه المعدّات أدوات الوصول والمقابض، والتي تتيح توسيع مدى الوصول وتقليل الإجهاد، كما يمكن استخدام أدوات خاصة تساعد على ارتداء الملابس بسهولةٍ أكبر.


دواعي زيارة الطبيب

إذا ظهرت عليك أيًا من أعراض التهاب المَفاصِل الروماتويدي المذكورة أعلاه، أو إذا كنت قلقًا من احتمال إصابتك بالمرض فيجب زيارة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن، وقد يحيلك الطبيب إلى أخصائي أمراض الروماتيزم المتخصص في المَفاصِل، ومن المهم عدم إهمال الأعراض ومراجعة الطبيب بسرعة؛ فكلما بدأت العلاج مبكرًا قل احتمال تعرضك لتلف وتشوه دائم في المَفاصِل.[١١]

المراجع

  1. "Rheumatoid Arthritis (RA)", cdc, 27/7/2020, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  2. "Rheumatoid arthritis", healthdirect, 1/10/2019, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  3. "Rheumatoid arthritis (RA)", versusarthritis, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  4. "Rheumatoid arthritis", mayoclinic, 18/5/2021, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  5. "Rheumatoid Arthritis", medlineplus, 15/9/2021, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  6. Yvette Brazier (19/5/2021), "What is rheumatoid arthritis?", medicalnewstoday, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث Colin Tidy (26/11/2020), "Rheumatoid Arthritis", patient, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  8. Ali Duarte-Garcia (1/3/2019), "Rheumatoid Arthritis", rheumatology, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Overview -Rheumatoid arthritis", nhs, 28/8/2019, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  10. ^ أ ب David Zelman (13/10/2019), "What Is Rheumatoid Arthritis?", webmd, Retrieved 20/10/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Rheumatoid Arthritis", cedars-sinai, Retrieved 20/10/2021. Edited.