ما هو مرض سيلياك؟

مرض سيلياك (Celiac disease) هو مرض مناعي يُصيب شخص واحد من بين 100 شخص، ولا يستطيع فيه المُصاب تناول الأطعمة التي تحتوي على بروتين الغلوتين لأنها ستضر بأمعائه الدقيقة، إذا عندما يأكُل المُصاب بمرض سيلياك الأطعمة الغنيّة بالغلوتين سيُبدي جِهازه المناعي ردّ فعل شديد تجاه الأمعاء، ممّا يُلحِق الضّرر بها، ويتواجَد الغلوتين في القمح والشعير، وقد يتواجد أيضًا في منتجات أخرى مثل الفيتامينات، والمكملات، ومنتجات الشعر والبشرة.[١][٢]


أعراض مرض سيلياك

إذا كنت مُصابًا بمرض سيلياك وتناولت أي من الأطعمة والمُنتجات التي تحتوي على الغلوتين عن طريق الخطأ فستُلاحِظ ظُهور أي من الأعراض الآتية:[٣]

  • آلام البطن.
  • الانتفاخ أو الشعور بالامتلاء.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • غازات البطن.
  • حرقة المعدة.
  • ظهور طفح جلدي مع بثور، ويكون مُثيرًا للحكّة.
  • الصّداع.
  • الوهن أو التعب العام.
  • تقرحات الفم.
  • الغثيان.
  •  براز بلون شاحب أو رائحة كريهة.
  • الشعور بالتنميل أو وخز في اليدين أو القدمين.
  • المُعاناة من مشاكل في التوازن أو تغيرات في الوعي والإدراك.
  • آلام العظام والمفاصل.


وتتضمن الأعراض لدى الأطفال كُل من:[٤]

  • مشاكل في النمو عند الأطفال الرُضّع.
  • تأخر النمو وقصر القامة.
  • فقدان الوزن.
  • تلف مينا الأسنان وهي الطبقة الحامية للأسنان.
  • تقلبات المزاج بما في ذلك نفاد الصبر والانزعاج.
  • البلوغ المتأخر.
  • شحوب لون البراز أو تكتله.[٥]
  • الإسهال ذو الرائحة الكريهة.[٥]
  • انتفاخ البطن.[٥]
  • التقيؤ المستمر.[٥]




عادةً ما تظهر أعراض مرض سيلياك عند الأطفال بعد فطامهم عن الرضاعة، أي حين البدء بتدخيل الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين إلى نظامهم الغذائي، فقد يعاني الطفل حينها من مشاكل في النمو أو عدم القدرة على كسب الوزن، وهذا يُعزى إلى ما يُخلفه مرض سيلياك من سوء امتصاص الطعام وما يحتويه من عناصر غذائية هامّة لصحة الطفل.




أسباب مرض سيلياك

السّبب الرئيسي وراء مرض سيلياك غير معروف،[٦] ونظرًا لكَون مرض السّيليّاك مرض مناعي ذاتي فإنّ أجسام الأشخاص المُصابين بمرض سيليّاك تصنَع أجسامًا مُضادّة لمادّة الغلوتين، وهذا الأمر سيجعَل الجِهاز المناعي يُهاجِم الزّغابات الموجودة في الأمعاء الدّقيقة عن طريق الخطأ، وهذا الأمر سيُسبّب التهاب بطانة الأمعاء الدقيقة، وبالتّالي سيُؤثّر في امتصاص العناصر الغذائيّة اللّازمة لنُمو الجسم.[٧][٥]




يحدث مرض سيلياك عند الأشخاص الذين يمتلكون تغيرات جينية طبيعية والتي تُسمى "DQ2" و"DQ8"، ومن المرجح أن الأشخاص الذين لا يملكون أيّ من تلك التغيرات الجينية غير عُرضة للإصابة بمرض سيلياك.




عوامل خطر الإصابة بمرض سيلياك

تزيد العوامل الآتية من فُرص الإصابة بمرض سيلياك:[٦]

  • إصابة أحد أفراد العائلة بمرض سيلياك.
  • داء السكري من النوع الأول.
  • متلازمة داون أو متلازمة تيرنر.
  • التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي.
  • التهاب القولون المجهري (Microscopic colitis).
  • داء أديسون (Addison's disease).


تشخيص مرض سيلياك

قد يكون من الصعب تشخيص مرض سيلياك لأن العلامات والأعراض تشبه الحالات الأخرى، ولكن لحسن الحظ تتوفر الفُحوصات التي يمكنها بسهولة تمييز المرض، وفي العادة يُلجأ لإجراء الفُحوصات الآتية لتشخيص المرض:[٨][٩]

  • تحليل الأجسام المُضادّة في الدّم: إذ يمكن أن يُحدد هذا التّحليل مستوى الأجسام المضادة في الدّم، والتي ترتفع عند الأشخاص المصابين بمرض سيلياك، ولكن قبل إجراء هذا التّحليل من المهم الاستمرار في تناول نظام غذائي عادي، بما في ذلك الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، إذ قد يؤدي تجنب الغلوتين أو التخلص منه إلى انخفاض مستويات الأجسام المضادة إلى المستوى الطبيعي وهذا سيُؤخر التشخيص.
  • خزعة الأمعاء الدقيقة: إذا كانت نتيجة تحليل الدم إيجابية، فيجب تأكيد التشخيص عن طريق فحص عينة صغيرة من بطانة الأمعاء بالمجهر، وعادةً ما تُؤخذ الخزعة أثناء التنظير العلوي (Upper endoscopy).




بعد التّشخيص قد يتابع الطّبيب الحالة من خِلال إجراء فُحوصات وتحاليل بشكلٍ دوريّ، مثل تحاليل الحديد، وحمض الفوليك، وفيتامين ب 12، وفيتامين د، وتحليل تعداد الدّم الكامل (CBC)، ومستويات الدهون، ومستويات هُرمونات الغدة الدرقية، وفحص كثافة العظام (DEXA).




علاج مرض سيلياك

لا يوجد علاج جذري لمرض سيلياك، ولكن يُمكن السّيطرة على المرض من خِلال الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، وذلك لأنّ الجِسم لا يحتاج الغلوتين، لذلك يُنصَح بزيارة أخصّائي تغذية لمعرفة النّظام الغذائي المُناسب الخالي من الغلوتين، كما يُمكن الاستعانة بالعديد من كتب الطهي التي تحتوي على وصفات خالية من الغلوتين، ويُلاحَظ بأنّ الشعور بالتّحسن يبدأ بعد أيام قليلة من بدء نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، كما أنّ الأمعاء ستلتئم في غضون 3 - 6 أشهر، وهذا الأمر يجب الاستمرار عليه لبقيّة الحياة.[١٠]




يوصي الأطباء بالمُكمّلات الغذائيّة والفيتامينات في حال كانت قليلة في الجِسم بسبب مرض سيلياك.





الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين

معظم الأطعمة المصنوعة من الحبوب تحتوي على الغلوتين،[١٠] لذلك يُنصَح بقراءة المُلصقات الموجودة على المُنتجات دومًا للتأكّد من مُحتويات المُنتَج الغذائيّ، ويُنصَح بالابتعاد عن الآتية:[١٠][٦]

  • الخبز، والمعكرونة.
  • البسكويت، أو الكوكيز، أو الكيك.
  • نشا الطعام المُعدّل، والمواد الحافظة والمثبتات الغذائية.




يُمكن أن يتواجَد الغلوتين كذلك في بعض المُنتجات غير الأطعمة، مثل بعض الأدوية، وبعض الفيتامينات، والمعادن، والمكملات الغذائية، والأعشاب، ومنتجات أحمر الشّفاه، والغسول الفموي ومعجون الأسنان، ومعجون اللّعب للأطفال.




الأطعمة الخالية من الغلوتين

الأطعمة الآتية لا تحتوي بطبيعة الحال على الغلوتين:[٩]

  • معظم منتجات الألبان مثل اللبن، والزبدة، والجبن غير المعالج.
  • البيض.
  • الفواكه والخضراوات.
  • اللحوم والأسماك والدجاج (إن لم تكن مغطاة بالبقسماط أو القرشلة).
  • البقوليات مثل الفول، والعدس، والبازلاء، والفستق.
  • المكسرات والبذور.
  • الأرز، والذرة، والكينوا.
  • أطعمة الصويا.
  • الزيوت النباتية ويُفضل تلك الأُحادية أو المتعددة غير المُشبعة.
  • دقيق الحمص، وجوز الهند، والذرة، والبطاطا.




قبل شراء الشّوفان، اقرأ المُلصق لتتأكّد أنّه لا يحتوي على الغلوتين.




كيف يمكن تجنب مرض سيلياك؟

في الواقع لا يمكن الوقاية من مرض سيلياك، إلّا أن الكشف المبكر عن المرض واتّخاذ التدابير اللازمة سيساعد على تجنب مضاعفات المرض الخطيرة؛ لذلك من الضروري الحرص على الكشف عن مرض سيلياك عند أولئك الأشخاص المُعرّضين لخطر الإصابة به كمن لديهم فرد من أفرد العائلة مُصاب بمرض سيلياك وهو ذو قرابة من الصلة الأولى مثل الوالدين أو الأشقاء.[٧]


الفرق بين مرض سيلياك وحساسية القمح

يختلف مرض سيلياك عن حساسية القمح، فحساسية القمح ناتجة عن رد فعل تحسسي زائد للجهاز المناعي ضد بروتين معين موجود في القمح، فإذا كان الشخص مُصاب بحساسية القمح وتناول أيّ من منتجاته قد يعاني من أعراض الحساسية المعروفة ابتداءً من الحكّة والاحمرار والطفح الجلدي وصولًا إلى صعوبة التنفس أو صدور صوت صفير مع التنفس وفقدان الوعي.[١١]

المراجع

  1. "Celiac Disease", medlineplus, 29/6/2018, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  2. "What is Celiac Disease?", celiac, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  3. Melinda Ratini, DO, MS (7/7/2020), "Celiac Disease", webmd, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  4. Jamie Smith (10/12/2020), "What to know about celiac disease", medicalnewstoday, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Coeliac Disease"، patient، اطّلع عليه بتاريخ 20/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Celiac disease", mayoclinic, 10/8/2021, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Celiac Disease", my.clevelandclinic, 1/10/2020, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  8. Ciaran P Kelly, MDMelinda Dennis, MS, RD, LDN (23/6/2021), "Patient education: Celiac disease in adults (Beyond the Basics)", uptodate, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  9. ^ أ ب Jane Anderson (23/5/2021), "How Celiac Disease Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت Am Fam Physician (15/12/2007), "Celiac Disease: What You Should Know", aafp, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  11. "Myth vs. fact: Celiac disease vs. wheat allergy", foodallergycanada, 14/8/2017, Retrieved 13/10/2021. Edited.