تشخيص صدمة الحساسية

يصاب البعض بحساسية مفرطة تجاه مادة معينة عند تناولها أو التعرض لها، ويعرف ذلك بصدمة الحساسية، وهي من الحالات الطبية التي تتطلب علاجًا طارئًا وطلب الرعاية الطبية على الفور، ولتحقيق هذا لا بدّ من إدراك الإصابة بصدمة الحساسية وتشخيصها،^[١] فكيف يتمّ تشخيص صدمة الحساسية؟

تشخيص صدمة الحساسية

يعتمد الطبيب على الأعراض والعلامات التي يعاني منها المريض لتشخيص الإصابة بصدمة الحساسية بشكل أساسي، ويعد ذلك كافياً، وقد يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات التي تؤكد أو تكشف عن المواد التي تسبب الحساسية، مثل فحص الدم أو اختبار وخز الجلد، ويمكن تفصيل الفحوصات التي يتم الاعتماد عليها لتشخيص صدمة الحساسية وفقا للتالي:^[٢][٣]

التاريخ المرضي والفحص الجسدي

يعد سؤال المريض عن المواد المحتمل تسببها بصدمة الحساسية فيما مضى أو حاليًّا من الأمور المهمة لتشخيص صدمة الحساسية، مثل: أطعمة معينة، أو أدوية، أو التعرض للدغات حشرات، أو مادة اللاتكس، فضلًا عن السؤال عن الأعراض التي يعاني منها المريض، ويجدر العلم أنّ صدمة الحساسية تبدأ بحدوث حكّة شديدة في الوجه أو العينين، ثمّ تتفاقم الأعراض سريعاً ليشعر المريض بأعراض أكثر شدة، وهذا يكون في غضون دقائق، ومن هذه الأعراض نذكر التالي:^[٤][٢]

• حدوث تورم قد يسبب صعوبات في البلع والتنفس.
• الإصابة بقشعريرة.
• ظهور طفح جلدي أحمر.
• الشعور بألم في البطن.
• حدوث ضيق في الصدر.
• حدوث تشنجات.
• الإصابة إسهال.
• الغثيان والتقيؤ.
• الصفير أثناء التنفس.
• الشعور بضيق في التنفس.

اختبار وخز الجلد

يساعد اختبار الجلد على تحديد المادة المسببة للحساسية، وينطوي على استخدام قطّارة لوضع مسببات الحساسية المحتملة على الساعد أو على الظهر، ثمّ استخدام إبرة وخز معقّمة لوخز الجلد برفق، ثم الانتظار لما يقارب 20 دقيقة فإذا ظهرت أي أعراض، مثل ظهور بثور حمراء أو توهج على الجلد فهذا يعني أن نتيجة الفحص إيجابية، والشخص مصابًا بحساسية تجاه هذه المادة، ثمّ ما تلبث أن تهدأ هذه الأعراض في غضون ساعة إلى ساعتين.^[٥]

اختبارات الدم

تتضمّن اختبارات الدم ما يلي:

• تحليل الجلوبيولين المناعي هـ (IgE) الخاصة بمسببات الحساسية: وينطوي هذا الفحص على سحب عينة دم، ثمّ قياس مستوى الجلوبين المناعي في المختبر، ويعد هذا الاختبار مفيدًا في حال عدم القدرة على إجراء اختبار وخز الجلد، أو أنّه لم يكن حاسمًا.^[٥]
• فحص الدم لقياس كمية إنزيم تريبتاز: (Tryptase) يساعد هذا الفحص على تشخيص صدمة الحساسية، إذ إنّ مستوياته تكون منخفضة جدًّا في الدم بشكل طبيعي، ولكنها ترتفع في غضون 15-30 دقيقة لمدة 3 ساعات بعد التعرض للحساسية المفرطة، ثمّ يعود إلى طبيعته بعد عدة ساعات إلى يومين.^[٦][٤]

الشكل المثالي لإدارة صدمة الحساسية

عليك اتباع التالي عند إدراك أنّ هناك شخصًا قد أصيب بصدمة الحساسية أمامك:^[٧]

• تخلص من مسببات الحساسية إن كانت لا تزال موجودة.
• اطلب المساعدة، استدعِ الإسعاف، ولا تترك المريض وحده.
• ضع المريض بوضعية مريحة له، حيث يفضل أن يكون ممدداً، واطلب منه أن لا يمشي ولا يقف، ولكن اسمح له بالجلوس إن كان يواجه صعوبة في التنفس.
• تجنب إعطاء المريض أي طعام أو شراب أثناء صدمة الحساسية، خاصة إذا كان يتقيّأ.
• اسأل المريض إذا كان يملك الحاقن الذاتي للحساسية إيبينفرين (®EpiPen)، أو ما يعرف بالأدرينالين، وإن كان بإمكانه أن يستخدمه وحده، أو ساعده على أخذ الحقنة في حال لم يتمكن من أخذها، وذلك باتباع كما يأتي:^[٨]
• أمسك حقنة الإيبينفرين بحيث يكون الطرف الأزرق للأعلى والبرتقالي للأسفل.
• أزل غطاء الأمان الأزرق بسحبه للأعلى دون تدوير أو تحريك مبالغ في جميع الاتجاهات.
• أدخل الطرف البرتقالي في منتصف الجزء العلوي من فخذ المريض، فوق الملابس إذا دعت الحاجة، ثم أبق الإبرة لمدة 3 ثوان قبل إبعادها عن فخذ المريض، ويمكن التأكد من أن مادة الايبينفرين تم حقنها داخل الجسم من الحجرة الموجودة في الإبرة حيث إذا كانت شفافة فهذا يعني أن المادة تم حقنها بالكامل، ومن الجدير بالذكر أن هذه الإبرة لا تعطى في الوريد، أو الأرداف، أو في اليدين، أو القدمين.
• في حال لم تتحسن الأعراض أو زادت، ولم تصل سيارة الإسعاف بعد، وكان المريض يمتلك إبرة إيبينفرين ثانية، يمكن إعادة الحقن بعد مرور 5-15 دقيقة، ويجدر بالعلم أنه لا يجوز أن تعاد إبرة الايبينفرين أكثر من مرتين.