تكون بشرة الأطفال الرّضع أكثر حساسية من بشرة الأطفال الأكبر سنًا والبالغين؛ إذ يمكن أن تؤثر فيها العديد من العوامل مما يُؤدّي إلى تحسسها بسُهولة،[١] ولكن ما أنواع الحساسية التي يمكن أن تظهر على وجه الرّضيع؟ وكيف يمكن علاجها؟
ما سبب ظهور حساسية على وجه الرضيع؟
فيما يأتي بيانًا للأسباب الأكثر شيوًعا لظهور الحساسية على وجه الرّضيع:
الإكزيما
الإكزيما (Eczema) هي الحالة التي يكون بها الجِلد خشِنًا، ومُتهيّجًا، ومُلتهبًا، ومُثيرًا للحكة، وتشيع الإكزيما عند الرُّضع، وغالبًا ما تظهر بين سن 6 أشهر و 5 سنوات، ووِفقًا لجمعية الإكزيما الوطنية في الولايات المتحدة (National Eczema Association)؛ إذا تطوّرت الإكزيما خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الرّضيع فإنّها تظهَر بشكلٍ شائع على الخدين، أو الذقن، أو الجبهة، أو فروة الرأس، ويكون الطفح الجلدي جافًا وأحمر اللون ومُثيرًا للحكة،[٢] وهناك نوعان رئيسيان للإكزيما عادةً ما تظهران بين 2 - 4 أشهر من عمر الرّضيع، هما:[٣]
- التهاب الجلد التأتبي: (Atopic Dermatitis)، حالة مزمنة عادةً ما تكون موروثة، وتُعد أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية، والإكزيما، والربو.
- التهاب الجلد التماسي: (Contact Dermatitis)، هو طفح جلدي يتطوّر عندما يتلامس الجلد مع مادة مُهيجة، وعادةً ما يختفي من تلقاء نفسه بمجرد إزالة المُهيّج.
قُبّعة المهد
تُسبب قُبّعة المهد (Cradle Cap) ظهور طفح جلدي دهني مُتقشر على فروة رأس الرّضيع، وجبهته، وحول أُذنيه، ولحُسن الحظ فهي ليست معدية، ولا تتطلب علاجًا طبيًا في معظم الحالات، أما إذا لم تتحسن القشور على الرغم من غسلها وفركها بلُطف، أو انتشرت إلى أماكن أخرى من الجسم فيجب مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.[١]
حب الشباب للرُّضع
يُصيب حب الشباب للرُّضع (Baby Acne) حوالي 20% من جميع الأطفال، وعادةً ما يظهر قبل بلوغهم 6 أسابيع من العمر، ويتميز بكونه بثور حمراء صغيرة غالبًا ما تميل للظهور على أنف الرّضيع وخديه، بالإضافة لجبينه وذقنه وفروة رأسه، وعلى الرغم من أنه لا يستدعي القلق إلّا أن الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (American Academy of Dermatology) توصي بالتحدث مع الطبيب إذا ظهر حب الشباب بعد عمر الـ 6 أسابيع؛ إذ قد يُشير إلى وجود مشكلة طبية كامنة تتطلب علاجًا خاصًا.[١][٢]
الميليا
يُصاب حوالي 40 - 50% من الرُّضع بالميليا أو الدُّخينات (Milia)، وهي نتوءات صغيرة بيضاء أو صفراء يتراوح حجمها ما بين 1 - 3 ملليمتر، وتنتج عن انسداد المسام، وتتطور عادةً على الوجه وتحديدًا حول العين والأنف، ويمكن أن تظهر هذه النتوءات بأعدادٍ كبيرة، وعادةً ما تكون بأعدادٍ متساويةٍ تقريبًا على كل جانب من جوانب الوجه.[٢]
الشَّرَى الحُطاطي
الشَّرَى الحُطاطي (Papular Urticaria) هو رد فعل تحسسي موضعي ناتج عن لدغة حشرة كالبعوض، والعثّ، والبق، وعلى الرغم من أنه عادةً ما يُصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 - 6 سنوات، إلا أنه يمكن أن يُصيب الرُّضع أيضًا، ويظهر الشَرَى الحُطاطي على شكل مجموعات صغيرة من النتوءات الحمراء أو لدغات الحشرات، وقد تكون بعض النتوءات مملوءة بالسوائل، كما يمكن أن تستمر لعدة أيام أو أسابيع.[٤]
الشَّرَى
الشَرَى (Hives) هو رد فعل تحسسي تجاه مادة ما، وينتج عن إطلاق الجسم لمادة كيميائية تُسمى الهيستامين، وعادةً ما يظهر على شكل بقع مرتفعة على الجلد مُثيرة للحكة، ويمكن أن تتفاوت في حجمها وشكلها، ومع ذلك فإنّها غالبًا ما تكون وردية أو حمراء مع حدود حمراء رفيعة، كما يمكن أن تظهر في أي مكان في الجسم بما في ذلك الوجه، وغالبًا ما تكون في مجموعات.[٤]
حساسية الطعام
وِفقًا للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (ACAAI)، يُصاب حوالي 6% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وأقل من حساسية الطعام، ويمكن أن تشمل أعراضها تفاعلاتٍ جلدية وأعراضًا تنفسية أو معوية كالشَّرَى، والحكة، والسعال، والتقيؤ، والإسهال، وظهور دم في البراز، ويمكن أن يعاني الرّضيع من حساسية الطعام قبل أن يبدأ بتناوله؛ وذلك لأنه يمكن أن يُصاب بالحساسية تجاه الأطعمة التي تأكلها الأم المرضعة،[٤] ومن الأطعمة التي يُرجح أن تُسبب حساسية الطعام ما يلي:
- الحليب ومنتجات الألبان.[٤]
- الفول السوداني.[٤]
- الجوز.[٥]
- البيض.[٥]
- فول الصويا.[٥]
- القمح.[٥]
- الأسماك والمحار.[٥]
الحُمامى السُميّة
قد يعاني بعض الأطفال عند ولادتهم من الحُمامى السُميّة (Erythema Toxicum)؛ وهي بقع حمراء وصفراء وبيضاء مرتفعة تظهر عادةً على الوجه، والجسم، والذراعين، والفخذين، ويمكن أن تختفي وتعود للظهور مرةً أخرى، ويجب أن تتحسن في غضون أسابيع قليلة من تلقاء نفسها دون علاج.[٦]
متلازمة الخد المصفوع
تتميز متلازمة الخد المصفوع (Slapped Cheek Syndrome) بظهور طفح الحرارة (Heat Rash) على الخدين أو كليهما، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والصداع، وقد يمتد الطفح خلال أيامٍ قليلة ليظهر على بقية الجسم.[٦]
كيفيّة التّعامل مع الحساسية على وجه الرضيع
قد تُساعد بعض العلاجات والنصائح على إدارة حساسية وجه الرّضيع وتخفيف أعراضها، وفيما يلي بعضها:
- استخدام الكمادات الباردة لتخفيف الأعراض المزعجة للطفح الجلدي، والمساعدة على تقليل شدته، ويجدر التنويه هنا إلى تجنّب وضع الثلج مباشرةً على بشرة الرّضيع؛ إذ يمكن لذلك أن يُلحق الضرر بجلده الحساس.[٧]
- استخدام حليب الأم الغني بالغلوبيولين المناعي لعلاج الحساسية؛ إذ يُساعد وضع بضع قطرات منه على البشرة المصابة على شفاء الطفح الجلدي تمامًا دون أي ردود فعل تحسسية، كما أن الرضاعة الطبيعية المُطلقة خلال 4 - 6 أشهر الأولى من عمر الطفل، أو استخدام تركيبة حليب مضادة للحساسية قد تقوي جهاز المناعة لديه، وتحميه من خطر التهاب الجلد التأتبي وحساسية الحليب.[٧][٥]
- تطبيق بعض أنواع الزيوت على البشرة المصابة، ومن الأمثلة عليها زيت الزيتون الذي يُعد خيارًا مثاليًا لعلاج الطفح الجلدي وتجديد الجلد، وزيت جوز الهند الذي يعمل على ترطيب وتلطيف الطفح الجلدي، بالإضافة لحماية الجلد.[٧]
- منح الرّضيع حمامًا فاترًا، ويمكن تخطي الصابون أو غسول الجسم واستخدام الماء فقط لتجنّب انسداد المسام أكثر، ويُنصح بترك الرّضيع يجف لوَحده بدلاً من فرك جلده بمنشفة جافة.[٧]
- الابتعاد عن استخدام الصابون الغني بالمواد الكيميائيّة الذي قد يُجفف بشرة الرّضيع، والحرص على ترطيبها بالكريمات أو المراهم.[٨]
- الحد من التعرّض لبعض المواد المسببة للحساسية كعثّ الغبار.[٥]
- تجنّب التعرّض للدغات الحشرات من خلال استخدام طارد الحشرات.[٨]
دواعي زيارة الطبيب
تشمل الحالات التي تستوجب زيارة الطبيب بشأن الحساسية في وجه الرّضيع ما يأتي:[٩]
- الحُمى المُصاحبة للحساسية أو التي تليها، والتي قد تُشير إلى أن السبب الكامن وراء حدوث الحساسية مُعدٍ، وأن الرّضيع بحاجة لفحصٍ وعلاجٍ طبي.
- استمرار الحساسية لمدة أسبوع أو أكثر، أو أنّها لا تستجيب للعلاجات المنزلية، أو تُسبب ألمًا وتهيّجًا للرّضيع.
- انتشار الحساسية على نطاقٍ واسعٍ خاصةً حول الفم، أو إذا كانت مصحوبةً بالسعال، أو التقيؤ، أو الصفير، أو أي أعراض تنفسية أخرى؛ إذ قد يكون ذلك علامةً على رد فعل تحسسي خطير للغاية يُسمى الحساسية المفرطة.
- ظهور أعراض جديدة وخطيرة تستدعي الرعاية الطبية الفورية كالحُمى الشديدة جدًا، وتيبس الرقبة، وحساسية الضوء، وتغيّرات عصبية، واهتزاز لا يمكن السيطرة عليه، والتي قد تكون مؤشرًا على الإصابة بالتهاب السحايا.
المراجع
- ^ أ ب ت Jenna Fletcher (29/9/2020), "How to Know If Your Baby Has Sensitive Skin", healthline, Retrieved 13/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Charlotte Lillis (28/1/2020), "What can cause a rash on the face in a baby?", medicalnewstoday, Retrieved 13/11/2021. Edited.
- ↑ Amanda Krupa (9/8/2021), "Infant Eczema (Atopic Dermatitis and Contact Dermatitis)", whattoexpect, Retrieved 13/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج MaryAnn De Pietro (17/7/2018), "What to do if a baby has an allergic reaction", medicalnewstoday, Retrieved 14/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Andrew Moore (28/9/2020), "Prevention of Allergies and Asthma in Children", American Academy of Allergy, Asthma & Immunology, Retrieved 14/11/2021. Edited.
- ^ أ ب "Rashes in babies and children", nhs, 11/6/2021, Retrieved 14/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Karthik Kumar (31/12/2020), "How Can I Treat My Baby's Rashes Naturally?", medicinenet, Retrieved 14/11/2021. Edited.
- ^ أ ب "Rashes", kidshealth, Retrieved 14/11/2021. Edited.
- ↑ Megan Dix (16/1/2019), "How to Spot and Take Care of Your Baby’s Rash", healthline, Retrieved 14/11/2021. Edited.