تشير التقديرات إلى أنّ حساسيّة الحليب تُؤثّر في حوالي 7% من الأطفال دون عُمر السّنة، على الرغم من أنّها تزول عند وُصول معظم الأطفال لسن الـ 5 سنوات.[١]
ما هي حساسية الحليب؟
تتطور حساسية الحليب (Milk Allergy) عندما يُهاجم جهاز المناعة البروتينات الموجودة في الحليب مُعتقدًا أنّها مواد خطيرة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث رد فعل تحسسي يظهر على شكل عدّةِ أعراضٍ مُزعِجة، وفي الواقِع إنّ الحليب من أكثر الأطعمة التي تُسبب الحساسية لدى الأطفال، وعادةً ما يتخلّص منها بعض الأطفال المصابين بها مع تقدّمهم في السن،[٢] ويجدُر بالقول أنّ حساسية حليب البقر (Cow's milk allergy - CMA) هي أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا لدى الأطفال الصغار ولكنها غير شائعة عند البالغين.[٣]
أعراض حساسية الحليب
يعاني المصابون بحساسية الحليب من العديد من الأعراض التي تتفاوت في شدتها، وتظهر نتيجةً لرد فعل تحسسي مع واحد أو أكثر من البروتينات التي يحتويها الحليب، الأمر الذي يُسبب إطلاق بعض المواد الكيميائية في الجسم كالهيستامين، والتي بدورها تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية،[٢] وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- الشّرى، وهي ظُهور بُقَع ذات لون أحمر على الجِلد تُسبب الحكّة.[٢]
- صعوبة في التنفس، أو الأزيز أو الصفير أثناء التّنفس.[٢]
- الحكة أو الشعور بالوخز والتّنميل حول الفم.[٤]
- تورم الشفتين، أو الحلق، أو اللسان.[٤]
- السعال.[٢]
- الإسهال.[٤]
- ألم في البطن.[٢]
- التقيؤ.[٢]
- الإسهال.[٢]
- حكة، أو دموع، أو تورّم في العيون.[٢]
عوامل خطر الإصابة بحساسية الحليب
قد تزيد بعض العوامل من فرصة الإصابة بحساسية الحليب، وتشمل ما يلي:[٥]
- العمر: حساسية الحليب شائعة عند الرُّضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
- وجود حالات أُخرى من الحساسيّة.
- عُمر الطّفل عند بدء تقديم الطعام: أُشير إلى أنّ الأطفال الذين يتناولون الطعام قبل 4 أشهر هم أكثر عرضة للإصابة بحساسة الحليب من أولئك الذين يتناولون الطعام بعد 6 أشهر.
- الاستعداد الوِراثي: أُشير إلى أن حساسية الحليب أعلى بثلاث مرات عند الأطفال الذين يعاني آباؤهم من الحساسية.
على ما يبدو أن فترة الرضاعة الطبيعية الممتدة، ووجود حيوانات أليفة في المنزل من العوامل الوقائية التي قد تُقلل من خطر إصابة الطفل بحساسية الحليب.
تشخيص حساسية الحليب
لتشخيص حساسية الحليب يسأل الطبيب المصاب عن تاريخه الطبي، ويشمل ذلك ما يتناوله، والأعراض التي يعاني منها، ومدة استمرار الأعراض، وما الذي ساعده على تخفيف حدتها، بالإضافة لإجراء بعض اختبارات الحساسية التي تبحث عن وجود الأجسام المضادة للجلوبيولين المناعي هـ (IgE)،[٦] وفيما يلي توضيحًا أكثر لاختبارات الحساسية الشائعة لتشخيص حساسية الحليب:
- اختبار وخز الجلد: (Skin-Prick Test)، يوضع سائل يحتوي على الحليب أو مستخلص بروتين الحليب على ساعد أو ظهر الشخص المراد فحصه، وتوخز البشرة بإبرة صغيرة ومعقمة، مما يسمح للسائل بالتسرب إلى الجلد، وإذا ظهرت بقعة مرتفعة حمراء اللون في غضون 15 - 20 دقيقة فقد يُشير ذلك إلى وجود حساسية.[٦]
- تحليل الجلوبيولين المناعي IgE: يمكن أن يقيس تحليل الدم استجابة جهاز المناعة للحليب عن طريق قياس كمية الأجسام المضادة للجلوبيولين المناعي IgE في الدم، وحقيقةً لا يُعد هذا التّحليل دقيقًا تمامًا في تحديد حساسية الحليب.[٧]
- تحدي تناول الطعام عن طريق الفم: خلال هذا الاختبار يأكل الشخص المراد فحصه كميات صغيرة من مادة تحتوي على الحليب أو مسحوق الحليب لمعرفة ما إذا كان قد يتعرّض لرد فعل أم لا، ونظرًا لاحتمال أن يكون رد الفعل شديدًا يُجرى هذا الاختبار تحت إشراف طبي في عيادة أخصائي الحساسية، مع ضرورة وجود معدات الطوارئ والأدوية اللازمة.[٦]
طرق علاج حساسية الحليب
لا يُوجَد طريقة علاج نهائيّة، ولكن يعتمِد العِلاج على إدارة أعراض الحساسيّة وتجنّب حُدوثها، وفيما يأتي توضيح لذلك:
- تجنّب الحليب ومُشتقاته: الطريقة الأساسية لإدارة أعراض حساسية الحليب هي تجنّب الحليب ومنتجات الألبان، لذا يوصى بقراءة ملصقات الأطعمة جيدًا قبل تناولها، ومن الأطعمة التي يجدر تجنّبها ما يلي:[٨]
- الزبدة.
- اللبن أو الزبادي.
- الأجبان.
- الشوكولاتة.
- حليب البقر أو الماعز.
- الكريمة.
- السمن.
- المثلجات.
- السمن النباتي الذي يحتوي على منتجات الألبان.
- الحليب المجفف.
- مصل اللبن.
الحليب ومنتجات الألبان مصادرًا مهمةً للكالسيوم وفيتامين د، لذا من المهم تناول أطعمة أخرى غنية بهذه العناصر الغذائية كالبروكلي والسبانخ، والتأكد من اتّباع نظامًا غذائيًا متوازنًا وصحيًا يوفر العناصر الغذائية الكافية.
- العِلاجات الدّوائيّة: بالإضافة لتجنّب الحليب ومنتجات الألبان، يمكن أن تُخفف أدوية الحساسيّة التي لا تستلزم وصفة طبية من أعراض حساسية الحليب الخفيفة، بينما يحتاج الأشخاص المصابون بردود فعل تحسسية شديدة إلى حقن الإبينفرين أو الأدرينالين وهذا الأمر يُحدده الطّبيب.[٥]
ماذا عن عِلاج الأطفال المُصابين بحساسيّة الحليب؟
يشمل العلاج إبعاد جميع مُنتجات الحليب البقري من النّظام الغذائي للطّفل لفترة من الوقت، بالإضافة لمُراعاة بعض الأُمور مثل:[٩]
- في حال كان الطّفل يرضع من الأم رضاعةً طبيعيّة، فيجب على الأم تجنّب جميع مُنتجات الحليب البقري.
- في حال كان الطّفل يرضع حليباً اصطناعياً يمكن للطبيب أن يصف له تركيبة حليب جديدة غير التي كان يستخدمها.
- عدم إعطاء الطّفل المُصاب أي نوع من أنواع الحليب دون الحصول على استشارة طبية أولاً.
- يجب فحص الطّفل بشكلٍ دوري ومُتابعته كل 6 - 12 شهرًا لمعرفة ما إذا كان قد تعافى من حساسيته.
من أبرَز تركيبات الحليب الصّناعي المُستخدَمة في حالات حساسيّة الحليب، تركيبات الحليب المُتحللة (Extensively hydrolyzed formulas)، وتركيبات حليب الصويا، وتركيبات الأحماض الأمينية (Amino acid-based infant formulas).
كم تستمر حساسية الحليب لدى الطّفل؟
عادةً ما تختفي حساسية الحليب من تلقاء نفسها عندما يبلغ الطفل 3 - 5 سنوات من العمر، ولكن بعض الأطفال لا يتخلصون منها أبدًا.[١٠]
الحساسيّة الشديدة "صدمة الحساسيّة"
قد تُسبب حساسية الحليب الحساسية الشديدة (Anaphylaxis)، وهي حالة طبية طارئة تتطلب العلاج بحقنة الإبينفرين أو الأدرينالين (EpiPen - Adrenaclick)، والذهاب إلى قسم الطوارئ فورًا، والحليب هو ثالث أكثر الأطعمة شيوعًا بعد الفول السوداني والجوز للتسبب في الحساسية الشديدة، ويمكن أن تساعد التّحاليل على تأكيد حساسية الحليب، مما قد يقي من ردود الفعل المستقبلية والتي يُحتمل أن تكون أسوأ، وتبدأ أعراض الحساسية المفرطة بالظهور مباشرةً بعد تناول الحليب، وتشمل:[٤]
- انقباض الممرات الهوائية بما في ذلك تورّم الحلق الذي يجعل التنفس صعبًا.
- احمرار الوجه.
- الحكة.
- انخفاض ملحوظ في ضغط الدم.
الفرق بين حساسية الحليب وعدم تحمّل اللاكتوز
في الواقع تختلف حساسية الحليب عن عدم تحمّل اللاكتوز (Lactose Intolerance)، فعلى عكس حساسية الحليب لا يشمل عدم التحمّل الجهاز المناعي، ويتطلب عدم تحمّل اللاكتوز علاجًا مختلفًا عن حساسية الحليب، وتشمل الأعراض الشائعة لعدم تحمّل اللاكتوز مشاكل في الجهاز الهضمي كالانتفاخ، والغازات، والإسهال، والتي تبدأ بالظهور بعد تناول الحليب أو المنتجات التي تحتوي على الحليب.[٤]
المراجع
- ↑ milk allergy (CMA),by the age of 5. "What should I do if I think my baby is allergic or intolerant to cows' milk?", nhs, Retrieved 3/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Larissa Hirsch (1/2021), "Milk Allergy", kidshealth, Retrieved 24/10/2021. Edited.
- ↑ "Milk allergy: Clinical features and diagnosis", uptodate, Retrieved 3/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Milk allergy"، mayoclinic، 12/6/2020، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. Edited.
- ^ أ ب Rachel Ann Tee-Melegrito (28/9/2021), "What to know about dairy allergies", medicalnewstoday, Retrieved 24/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Milk & Dairy", American College of Allergy, Asthma & Immunology, 21/3/2019, Retrieved 24/10/2021. Edited.
- ↑ "Milk allergy", mayoclinic, 12/6/2020, Retrieved 24/10/2021. Edited.
- ↑ "Cow’s milk allergy", betterhealth, 13/7/2017, Retrieved 24/10/2021. Edited.
- ↑ "What should I do if I think my baby is allergic or intolerant to cows' milk?", nhs, Retrieved 3/11/2021. Edited.
- ↑ "Allergies & the Immune System", rchsd, Retrieved 3/11/2021. Edited.