يقدر الخبراء أن حوالي 68% من سكان العالم يعانون من سوء امتصاص اللاكتوز،[١] ولكن ما هي حساسيّة اللّاكتوز؟
ما هي حساسية اللاكتوز؟
حساسية اللاكتوز أو عدم تحمّل اللاكتوز (Lactose Intolerance) هي مشكلة هضمية شائعة يكون الجسم فيها غير قادر على هضم اللاكتوز؛ وهو نوع من السكر يوجد أساسًا في الحليب ومنتجات الألبان.[٢]
أعراض حساسية اللاكتوز
غالبًا ما تبدأ أعراض حساسيّة اللاكتوز بالظهور في غضون ساعات قليلة من تناول الحليب، أو منتجات الألبان، أو الأطعمة الأخرى التي تحتوي على اللاكتوز، وقد تكون الأعراض خفيفة أو شديدة اعتمادًا على كمية اللاكتوز المستهلكة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:[٣]
- الانتفاخ.
- الإسهال.
- الغازات.
- الغثيان.
- ألم في البطن.
- أصوات قرقعة في البطن.
- التقيؤ.
تعتمد شدة الأعراض ووقت ظهورها على كمية اللاكتوز التي تم تناولها، إذ إنّ بعض الأشخاص يشربون كوب صغير من الحليب ولا تظهر لديهم أي أعراض، في حين أن البعض الآخر تظهر لديهم الأعراض من أصغر كميّة حليب يتناولونها.
أسباب حساسية اللاكتوز
تحدُث حساسيّة اللاكتوز عند الأشخاص الذين لديهم نقص في اللاكتاز (Lactase)؛ وهو إنزيم ضروري لهضم اللاكتوز تُنتجه الأمعاء الدقيقة، وقد تُقلل بعض أمراض الجهاز الهضمي، وإصابات الأمعاء الدقيقة المختلفة من كمية اللاكتاز المتاحة، وفي حالة إصابة الأمعاء الدقيقة قد يكون عدم تحمّل اللاكتوز مؤقتًا، وسرعان ما تتحسن الأعراض بعد التئام الأمعاء وتعافيها من الإصابة.[٤]
عوامل خطر حساسية اللاكتوز
تشمل عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بحساسيّة اللاكتوز ما يلي:[٥]
- التقدم في العمر: يظهر عدم تحمّل اللاكتوز عادةً في مرحلة البلوغ؛ إذ إنه حالة غير شائعة عند الرُّضع والأطفال الصغار.
- الولادة المبكرة: قد يكون لدى الأطفال المولودين قبل الأوان مستويات منخفضة من اللاكتاز؛ وذلك لأن الأمعاء الدقيقة لا تنتج الخلايا المنتجة لللاكتاز حتى أواخر الثلث الثالث من الحمل.
- الحالات المرضية التي تصيب الأمعاء الدقيقة: من الأمثلة عليها فرط نمو البكتيريا، ومرض سيلياك، ومرض كرون.
- الخُضوع لعلاجات معينة للسرطان: يزيد تلقي العلاج الإشعاعي للسرطان في المعدة، أو وجود آثار جانبية معوية ناتجة عن العلاج الكيميائي من خطر الإصابة بعدم تحمّل اللاكتوز.
أنواع حساسية اللاكتوز
غالبًا ما يكون عدم تحمّل اللاكتوز وراثيًا، وتشمل أنواعه ما يلي:[٦]
- نقص اللاكتاز الأساسي: (Primary Lactase Deficiency)، أكثر أنواع عدم تحمّل اللاكتوز شيوعًا، وهو نوع وراثي تظهر أعراضه غالبًا عند فطام الرّضيع من الحليب وانتقاله إلى الأطعمة الصلبة؛ إذ ينخفض إنتاج اللاكتاز وتظهر أعراض عدم تحمّل اللاكتوز.
- نقص اللاكتاز الخلقي: (Congenital Lactase Deficiency)، يحدث عندما يولد الشخص بطفرة جينية تسبب إنتاج كميات قليلة جدًا أو عدم إنتاج اللاكتاز أبدًا.
- نقص اللاكتاز الثانوي: (Secondary Lactase Deficiency)، ينتج هذا النوع عند حدوث مشكلة في الأمعاء الدقيقة أدت إلى إنتاج القليل جدًا من اللاكتاز، ومن الأسباب المحتملة له ما يلي:
- الجراحة المعوية.
- مرض كرون.
- التهاب القولون التقرحي.
- مرض الاضطرابات الهضمية.
- التهاب المعدة والأمعاء.
- متلازمة القولون العصبي.
- العلاج الكيميائي.
هُناك نوع آخر لحساسيّة اللّاكتوز، وهو نقص اللاكتاز العائلي (Familial Lactase Deficiency)، الذي يحدث عندما لا ينتج الشخص ما يكفي من اللاكتاز، مما يعني أنه لن يكون قادرًا على تكسير اللاكتوز لامتصاصه في مجرى الدم.
تشخيص حساسية اللاكتوز
لتشخيص عدم تحمّل اللاكتوز يسأل الطبيب الشخص المراد فحصه عن تاريخه الطبي والعائلي، ويُجري له فحصًا بدنيًا، وقد يُطلب منه عدم تناول أي حليب أو منتجات ألبان لفترة قصيرة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض تتحسن أم لا، ويمكن أن تساعد بعض الاختبارات الطبيب على التحقق من عدم تحمّل اللاكتوز، منها:[٧]
- اختبار تنفس الهيدروجين: (Hydrogen Breath Test)، لإجرائه يشرب الشخص سائلاً يحتوي على الكثير من اللاكتوز، ثم يُفحص نفسه عدة مرات، وتُشير المستويات العالية من الهيدروجين في النفس إلى حساسية اللاكتوز.
- اختبار تحمّل اللاكتوز: (Lactose Tolerance Test)، يتحقق هذا الاختبار من كيفية امتصاص الجهاز الهضمي للاكتوز، ولإجرائه يمتنع الشخص عن تناول أو شرب أي شيء لمدة 8 ساعات قبل الاختبار، ثم يشرب سائلاً يحتوي على اللاكتوز، وتؤخذ عينات الدم خلال فترة ساعتين لفحص مستوى السكر في الدم؛ فإذا لم ترتفع مستويات السكر في الدم فقد يكون الشخص مصابًا بحساسية اللاكتوز.
- اختبار حموضة البراز: (Stool Acidity Test)، عادةً ما يستخدم هذا الاختبار للرُّضع والأطفال الصغار، ويتحقق من مقدار الحمض الموجود في البراز؛ فإذا كان الطفل غير قادر على هضم اللاكتوز، فسيحتوي برازه على حمض اللاكتيك والجلوكوز والأحماض الدهنية الأخرى.
طرق علاج حساسية اللاكتوز
في الواقع لا يوجد علاج تام لعدم تحمّل اللاكتوز، ومع ذلك يمكن التحكم بالأعراض من خلال الانتباه إلى النظام الغذائي وتغييره،[٨] وتعتمد العلاجات المستخدمة على سبب عدم تحمّل اللاكتوز؛ فإذا كان عدم تحمّل اللاكتوز ناتجًا عن نقص اللاكتاز الأساسي أو نقص اللاكتاز الخلقي، فلا توجد علاجات يمكن أن تزيد من كمية اللاكتاز التي تصنعها الأمعاء الدقيقة، أما إذا كان عدم تحمّل اللاكتوز ناتجًا عن إصابة في الأمعاء الدقيقة فقد يساعد علاجها على تحمّل اللاكتوز بعد العلاج،[٩] ومن الجدير بالذكر أنه قد لا يحتاج الشخص المصاب بحساسية اللاكتوز إلى التوقف عن تناول منتجات الألبان تمامًا،[٨] ومن الطرق والتدابير الشائعة في إدارة حساسية اللاكتوز وأعراضها ما يلي:
- تجربة منتجات ألبان مختلفة ومراقبة الأعراض.[٨]
- الالتزام بتناول كميات صغيرة من منتجات الألبان ومراقبة كيفية استجابة الجسم لذلك، وقد يكون من المفيد عدم تناول منتجات الألبان بمفردها، بل تجربتها مع الأطعمة الأخرى كالحبوب والبسكويت، ومن الجدير بالذكر أن بعض منتجات الألبان كالأجبان الصلبة والزبادي تحتوي على نسبة أقل من اللاكتوز مقارنةً بغيرها، لذا يُنصح بالبدء بتجربتها.[٨]
- تجربة الحليب ومنتجات الألبان الخالية من اللاكتوز، ويمكن تناول أقراص اللاكتاز عند شرب أو تناول أيًا من منتجات الألبان بعد استشارة الطبيب بذلك؛ إذ تحتوي هذه الأقراص على اللاكتاز الذي يُكسّر اللاكتوز، ويمكن تناولها قبل أكل أو شرب منتجات الألبان، أو إضافة قطرات اللاكتاز إلى الحليب قبل شربه.[٨]
ماذا عن علاج حساسية اللاكتوز عند الأطفال؟
تعتمد طريقة علاج حساسيّة اللاكتوز على مدى أعراض الطّفل، إذ قد يتمكن بعض الأطفال الذين يعانون من حساسيّة اللاكتوز من تناول كميات صغيرة من منتجات الألبان دون ظهور أعراض، ولكن هُناك طرقاً علاجية قد تُساعِد على تخفيف حدّة الأعراض عند الطّفل، ومنها:[١٠]
- قد يوصي طبيب الأطفال بتناول مكمل إنزيم اللاكتاز (Lactase enzyme supplement) والذي يُباع دون وصفة طبية.
- إذا كانت أعراض الطّفل شديدة وتستلزم إزالة اللاكتوز من نظامه الغذائي، فقد يحال الطّفل إلى أخصائي تغذية.
نظرًا لأن منتجات الألبان مصدر جيد للكالسيوم وفيتامين د الذي يحتاجه جميع الأطفال يمكن لأخصائي التغذية اقتراح أطعمة أخرى لتوفير تلك العناصر الغذائية وقد يقترح مكملات الفيتامينات.
هل هُناك حليب بديل قد يُناسب طفلي؟
بالطّبع، إذ هناك العديد من بدائل الحليب التي يمكن للطفل المصاب بعدم تحمل اللاكتوز شربها بما في ذلك حليب الصويا، واللوز، والأرز، وحليب الشوفان، وإنّ حليب الصويا هو بديل شائع للحليب، لأنه مصدر جيد للكالسيوم والبروتين، كما أصبح حليب اللوز أيضًا بديلًا شائعًا وهو آمن للأطفال الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، وقبل البدء في أي نوع من أنواع الحليب البديل من المهم التحدث مع طبيب الأطفال حول ذلك.[١٠]
إلى متى تستمر حساسيّة اللاكتوز؟
في بعض الحالات تكون حساسيّة اللّاكتوز مُؤقتة ولا تستمر كثيرًا، (إذا كانت بسبب حالات طبية أُخرى) إذ بمجرد علاج الحالة الطبيّة يمكن أن تعود مستويات اللاكتاز إلى مُعدلها الطبيعي وتزول حساسيّة اللاكتوز، ومن المرجح أن حالة حساسيّة اللاكتوز طويلة الأمد وتتطلب من العديد من الأطفال والبالغين تغيير نظامهم الغذائي لتجنب الأعراض.[١٠]
هل حساسية اللاكتوز نفسها حساسية الحليب؟
لا، يختلف عدم تحمّل اللاكتوز عن حساسية الحليب أو منتجات الألبان؛ إذ تحدث الحساسية الغذائية بسبب تفاعل جهاز المناعة مع نوع معين من الطعام، مما يسبب أعراضًا كالطفح الجلدي، والصفير، والحكة، وإذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه شيء ما فحتى الكميات الصغيرة منه يمكن أن تكون كافية لإثارة رد فعل، بينما لا يزال بإمكان معظم الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز تناول كميات صغيرة من اللاكتوز دون التعرّض لأية مشاكل، على الرغم من أن هذا الأمر يختلف من شخصٍ لآخر.[٢]
المراجع
- ↑ "Definition & Facts for Lactose Intolerance", niddk.nih, Retrieved 3/11/2021. Edited.
- ^ أ ب "Overview -Lactose intolerance", nhs, 25/2/2019, Retrieved 22/10/2021. Edited.
- ↑ "Symptoms & Causes of Lactose Intolerance", niddk, 1/2/2018, Retrieved 22/10/2021. Edited.
- ↑ "Lactose Intolerance", clevelandclinic, 2/12/2019, Retrieved 22/10/2021. Edited.
- ↑ "Lactose intolerance", mayoclinic, 7/4/2020, Retrieved 22/10/2021. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (1/12/2020), "Lactose intolerance: What you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 22/10/2021. Edited.
- ↑ "Lactose Intolerance", hopkinsmedicine, Retrieved 22/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Paula Derrow (4/12/2020), "What Is Lactose Intolerance? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 22/10/2021. Edited.
- ↑ "Treatment for Lactose Intolerance", niddk, 1/2/2018, Retrieved 22/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Lactose Intolerance in Infants & Children: Parent FAQs", healthychildren, Retrieved 3/11/2021. Edited.