حساسية الفول السوداني أحد أكثر أسباب نوبات الحساسية الشديدة شيوعًا، وبالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بها يمكن أن تُسبب الكميات الضئيلة من الفول السوداني رد فعل خطير يمكن أن يهدد الحياة، وتُعد هذه الحساسية أكثر شيوًعا عند الأطفال.[١]



هل يمكن الوقاية من الإصابة بحساسية الفول السوداني؟

وِفقًا لأحدث الدّراسات الإجابة نعم، إذ هناك دليل قوي على أن إدخال الفول السوداني للنظام الغذائي للأطفال المعرّضين لخطر الإصابة بحساسية الفول السوداني في عمر 4 - 6 أشهر قد يُقلل من خطر حدوثها بنسبة تصل إلى 80%، ويشمل ذلك الأطفال الذين يعانون من الإكزيما الخفيفة إلى الشديدة، أو حساسية البيض، أو حتّى كليهما، وإذا حدد الطبيب أن الطفل معرّض لخطرٍ كبير للإصابة بحساسية الفول السوداني سيوصي بإجراء فُحوصات للتأكّد من ذلك، وتُجرى الفحوصات عن طريق اختبار الجلد أو تحليل عينة من الدم، وبناءً على النتائج قد يوصي الطبيب بمحاولة تجربة تناول الفول السوداني لأول مرة في العيادة، ومع ذلك إذا كان رد فعل اختبار الجلد كبيرًا؛ أي انتفخ الجِلد لحوالي 8 ملليمترات أو أكثر، سيوصي الطّبيب بعدم تجربة الطفل للفول السوداني أبدًا لأنّه سيكون مُصابًا بحساسيّة الفول السّوداني.[١][٢]




معلومة: اعتقد الخبراء لسنواتٍ عديدة أن أفضل طريقة للوقاية من حساسية الفول السوداني هي تجنّب منتجات الفول السوداني في السنوات الأولى من العمر، ولهذا السبب في عام 2,000 أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بتجنّب أي طفل مُعرّض لخطرٍ كبير للإصابة بحساسية الفول السوداني أيًا من المنتجات التي تحتوي عليه قبل بلوغهم سن الـ 3، ويشمل ذلك الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بحساسية الفول السوداني، أو الذين يعانون من الحساسية الغذائية الأخرى، أو المصابون بالإكزيما، ولكن هذا التوجّه لم يساعد على الوقاية منها، لذا في عام 2,008 توقفت الأكاديمية عن هذه التوصية.




كيف يُقدّم الفول السوداني عند تجربته لأول مرة؟

إذا كان الطفل سيخضع لتجربة الفول السوداني لأول مرة فيمكن تقديمه له على النحو التالي:[٣]

  • مزج 15 ملليلتر؛ أي حوالي ملعقة كبيرة من حليب الثدي أو الماء الدافئ مع 15 ملليلتر من زبدة الفول السوداني الناعمة والطرية، وتحريك المزيج جيدًا حتى يُصبح ناعمًا وخاليًا من التكتلات، ثم إضافته وتقليبه مع ملعقتين كبيرتين من حبوب الأطفال المُحضرة وفقًا لتعليمات العبوة، أو تقليب الفول السوداني المخلوط مع ملعقتين كبيرتين من هريس الفاكهة كالموز أو التفاح.
  • يُعطى الطفل كميةٍ قليلةٍ من المزيج؛ أي ما يُقدّر بربع ملعقة صغيرة، ثم يتم الانتظار لمدة تتراوح ما بين 10- 15 دقيقة قبل تقديم المزيد.
  • خلال هذا الوقت يجب مراقبة الطفل جيدًا لمعرفة ما إذا كانت تظهر عليه أعراض الحساسية، ويمكن تقديم أطعمة أخرى للطفل أثناء الانتظار.
  • إذا لم تظهر على الطفل أي أعراض تدل على وجود رد فعل تحسسي بعد 10 - 15 دقيقة، يمكن تقديم المزيد من مُسببات الحساسية الشائعة جنبًا إلى جنب مع الأطعمة الأخرى.


نصائح للوقاية من التعرض لحساسية الفول السوداني

إذا أظهر اختبار حساسية الجلد وجود حساسية تجاه الفول السوداني، فسيُقدم الطبيب مجموعةً من الإرشادات والنصائح حول ما يجب القيام به،[٤] ومن الجدير بالذكر، لا يوجد علاج سهل للحساسية، وتتمثل الطريقة الوحيدة لمنع رد الفعل التحسسي بتجنّب تناول الفول السوداني،[٥] ويحدث ذلك من خلال الالتزام بالأمور التالية:

  • قراءة جميع ملصقات الطعام قبل شرائها للتأكد من خلوّها من الفول السوداني، ونظرًا لاحتمالية أن تتغيّر المكونات فيجب قراءتها في كل مرة.[٥]
  • التأكّد من أنّ الأواني والسكاكين المُستخدمة في إعداد الوجبات أو الطّهي غير مُلوثة بالفول السّوداني.[٤]
  • تجنّب الأطعمة المطبوخة التي لم يحضّرها الشخص بنفسه، أو تلك التي لا تحتوي على قائمة مكونات معروفة.[٤]
  • إخبار كل من يتعامل مع الطعام الذي يتناوله المُصاب بأنه يعاني من حساسية الفول السوداني.[٤]
  • إعداد وجبات الغداء والوجبات الخفيفة في المنزل للتحكم بما يمكن تحضيره.[٤]
  • التأكد من أن مدرسة الطفل المصاب بحساسية الفول السوداني على علم بإصابته بها، وأن لديها خطة عمل جاهزة في حالات الطوارئ.[٤]
  • ارتداء سوار تنبيه طبي أو ميدالية تُشير إلى الإصابة بحساسية الفول السوداني.[٦]
  • التأكد من حمل حُقنة الإبينفرين (Epinephrine) في جميع الأوقات، بالإضافة لتعليم الأطفال الأكبر سنًا كيفية إعطاء الحُقنة للمصاب بالحساسية أو لأنفسهم.[٦]
  • الاحتفاظ بأدوية الحساسيّة؛ لاستخدامها في حالات رد الفعل التحسسي الخفيفة إذا أوصى الطبيب بذلك، مع العِلم أنّها لا تُعد بديلاً عن حُقنة الإبينفرين في حالات الحساسية الشديدة.[٦]


هل حساسية الفول السوداني خطيرة؟

إذا بقيت تحت السّيطرة فلن تكون خطيرة، ولكن إذا لم ينبته المُصاب لما يأكُل فيُمكن أن يُعاني من رد فعل تحسسي شديد قد يُهدد الحياة، ويُشار إليه بالحساسية المفرطة (Anaphylaxis)، كما يمكن أن تكون ردود الفعل التحسسية غير متوقعة، وحتى الكميات الصغيرة جدًا من الفول السوداني يمكن أن تُسبب تفاعلًا تحسسيًا خطيرًا، ومن غير المرجح أن يؤدي التلامس العَرَضي للجلد إلى حدوث رد فعل حاد، بينما يمكن أن يُصبح ذلك مشكلة إذا لامست المنطقة العينين أو الأنف أو الفم، على سبيل المثال إذا لامس طفل مصاب بحساسية الفول السوداني زبدة الفول السوداني على أصابعه وفرك عينيه فقد يُسبب ذلك رد فعل تحسسي.[٧]


هل يتغلب الطفل على حساسية الفول السوداني مع نموه؟

هذا مُمكن، إذ 20% من الأطفال المصابين بحساسية الفول السوداني يتغلّبون عليها في النهاية.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب "Peanut allergy", mayoclinic, 25/6/2020, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  2. "Peanut", American College of Allergy, Asthma & Immunology, 14/3/2019, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  3. "Reducing Risk of Food Allergy in Your Baby", healthlinkbc, 3/2020, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح Magee Defelice (8/2018), "Nut and Peanut Allergy", kidshealth, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Dan Brennan (21/7/2021), "Peanut Allergy: What You Should Know", webmd, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت E. Gregory Thompson & Adam Husney & Martin J. Gabica & Kathleen Romito & Rohit K Katial (6/11/2020), "Peanut Allergy", uofmhealth, Retrieved 14/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Peanut Allergy", Food Allergy Research & Education, Retrieved 14/11/2021. Edited.